بعثت المملكة الأردنية، بـ”رسالة تحذيرية” لنظام الأسد، بشأن التهديدات التي تتعرض لها حدودها الشمالية، والمتعلقة بعمليات تهريب المخدرات من داخل الأراضي السورية.
وذكرت قناة “المملكة” الأردنية، اليوم الجمعة أن “قوات حرس الحدود الأردنية تواجه تحديات أمنية نوعية مستجدة شمالاً مرتبطة بغياب جيش نظامي، وتواجد جماعات إرهابية”.
وأضافت القناة نقلاً عن مصدر وصفته بالمطلع، أن عمّان أرسلت إلى دمشق رسالة تقول فيها: “إن لم تتصرفوا فسنحمي حدودنا”.
وأفاد المصدر أن “ضبطاً مؤقتاً ومتقطعاً طرأ على عمليات التهريب بعد إرسال تلك الرسائل”.
لكنه أضاف: “هناك تقارير تشير إلى أن سورية أصبحت من المُصنعين الرئيسيين لمادة الكبتاغون المخدرة”.
ويأتي ما سبق بعد إعلان الجيش الأردني، الخميس الماضي، مقتل 27 مهرباً خلال عملية وصفها بـ”النوعية”، وقال إنه أحبط خلالها محاولات تسلل وتهريب مخدرات قادمة من سورية إلى الأردن.
ونقلت وكالة (بترا) الرسمية، عن مصدر عسكري لم تسمه، أن تطبيق قواعد الاشتباك المعمول بها حديثاً مع المهربين “أدى إلى مقتل 27 شخصاً وإصابة عدد من المهربين وفرارهم إلى العمق السوري”.
وحسب المصدر “كانت هناك مجموعات مسلحة تساند المهربين”.
وتكررت عمليات ضبط المخدرات القادمة من سورية في دول عدة حول العالم، وخاصة الأردن، خلال الأشهر الماضية، وذلك على الرغم من قنوات الحوار التي فتحتها عمّان مع نظام الأسد.
وفي 16 كانون الثاني /يناير الحالي، قتل نقيب في الجيش الأردني وأصيب ثلاثة عناصر، في اشتباكات مع مهربين على الحدود السورية.
وبحسب قناة “المملكة” فإن “قوات حرس الحدود الأردنية، تخوض مواجهات شبه يوميّة، مع مهربي مخدرات وأسلحة، في ظل معاناة الجنوب السوري في الوضع الراهن من تعدد الولاءات، وتعرض فئات في الجنوب السوري لإغراءات مالية”.
وأشارت القناة إلى محاولة المهربين اختراق الحدود الأردنية بكل الطرق، ومن واجهات مختلفة، لتصريف المواد المُهرَّبة في الأردن أو نقلها لدول الخليج.
ولذلك ووفق “المملكة” اضطرت القوات الأردنية لتغيير قواعد الاشتباك على الحدود “وعزمها التعامل مع من يقترب من الحدود كهدف مشروع للقتل والتدمير”.
وضبط الأردن نحو 1.4 مليون حبة كبتاغون في 2020، بينما أحبط تهريب أكثر من 15 مليون حبة مخدرة “كبتاغون” عام 2021.
كما أحبط محاولة تهريب نحو 5.5 مليون حبة كبتاغون في الأسبوعين الأولين فقط من عام 2022، بحسب إحصائيات حديثة.
وتعتبر المملكة الأردنية، طريق عبور لتهريب مادة “الكبتاغون” المخدرة، من لبنان وسورية إلى دول الخليج وخاصة السعودية، وهو ما أكدته تقارير غربية مؤخراً، بينها تحقيق نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”.